75 التعليم في مجال مرض التوحد (أوتيزم)

يعتبر تشخيص مرض التوحد (أوتيزم) لدى الأطفال وخصوصا قبل سن الثالثة أمر في غاية الأهمية. ويعود السبب في ذلك إلى أن فعالية تطبيق برنامج التعليم الخاص تكون في ذروتها كلما بدأ تطبيق هذا البرنامج في سن مبكرة. ويتم تخصيص 20 ساعة دراسية على الأقل (ويفضل أن يكون عدد الساعات ما بين 35 و40 ساعة دراسية) ضمن برنامج التعليم الخاص الموجه خصيصا للأطفال الذين يعانون من مرض التوحد (أوتيزم).
كما ويتم تطبيق برنامج التعليم الخاص بالتوازي مع تطبيق المراحل العلاجية والتي من أهمها مرحلة تعليم اللغة والكلام ومرحلة تعليم الإنشغال بالأعمال. وتأتي هاتين المرحلتين العلاجيتين على رأس المراحل العلاجية الموجهة للأطفال ذوي الإعاقات المختلفة والمتنوعة ويتم تطبيقها في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة وكندا، ويتم تمويل تلك المراحل العلاجية من قبل الدولة أو الجهات الحكومية الأخرى في تلك الدول. وبالإضافة إلى توفير تعليم اللغة والكلام وتعليم الإنشغال بالأعمال، تقوم تلك الدول كذلك بتوفير خدمات الدعم والاستشارة لعائلات ومعلمي الأطفال ذوي الإعاقات.
ويقوم الأخصائيون في مرحلة تعليم اللغة والكلام بالتركيز على تعزيز مهارات التواصل اللغوية والكلامية لدى الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد (أوتيزم). ويتمثل الهدف الاساسي من هذا النوع من العلاج في تعزيز قدرات الأطفال وتمكنيهم من التواصل في مختلف البيئات التي يتواجدون فيها من حيث ضمان اكتسابهم للمهارات التي تمكنهم من فهم الكلام الموجه إليهم، والتعبير عن أنفسهم بالطرق الأكثر وضوحا، وبدء المحادثات ومواصلتهامع الغير. وسوف يتم استعراض وشرح أهم الأساليب المتبعة في مرحلة تعليم اللغة والكلام (ومنها تعليم الفرص) في الأقسام التالية.
أما فيما يتعلق بمرحلة تعليم الإنشغال بالأعمال، فيتم التركيز على تعزيز مهارات الحياة اليومية، والمهارات الاجتماعية، بالإضافة إلى تحسين التكيف السلوكي مع الحد من المشاكل السلوكية. ومن أهم الأساليب المتبعة في مرحلة تعليم الإنشغال بالأعمال هو أسلوب "التكامل الحسي" والذي سيتم التطرق إليه في قسم "أساليب العلاج".
وبالإضافة إلى برنامج التعليم الخاص والمرحلتين العلاجيتين المذكورتين أعلاه، يمكن كذلك تطبيق بعض المراحل العلاجية والنفسية الأخرى بحسب الطلب. إلا أن طلب تطبيق المراحل العلاجية الأخرى لا ينفي أبدا أهمية تطبيق برنامج التعليم الخاص والمرحلتين العلاجيتين المذكورتين أعلاه. ولهذا السبب، وبغض النظر عن المراحل العلاجية التي يتم تطبيقها للأطفال الذين يعانون من مرض التوحد (أوتيزم)، فإن تطبيق برنامج التعليم الخاص هو أمر أساسي أولوي في غاية الأهمية حيث أن المراحل العلاجية الأخرى ليست إلا عوامل علاجية مساعدة ولا تقوم مقام برنامج التعليم الخاص.

أساليب التعليم
1.    تحليل السلوك التطبيقي
·        التعليم الدقيق والصحيح على فترات متقطعة
·        التعليم السلوكي المكثف في سن مبكرة
·        التعليم بحسب الجدول الزمني للأحداث
·        التعليم غير المعتمد على الحفظ
·        استخدام النماذج من خلال الفيديوهات
·        تعليم الفرص
·        دراسة وتحليل الفعالية
·        نظام التواصل بتبادل الصور (PECS)
·        السلوكيات الشفوية
2.    برنامج (TEACCH)
3.    الأساليب المعتمدة على العلاقات الاجتماعية
4.    الحكايات والقصص الاجتماعية
5.    التواصل المبسط
تحليل السلوك التطبيقي هو أحد الأساليب السلوكية المعروفة، وهو يقوم على تحليل سلوك الفرد والخصائص البيئية المرتبطة بهذا السلوك، حيث وكما هو معروف أن العديد من السلوكيات تتم مكافأتها أو مجازاتها بشكل أو بآخر من قبل البيئة المحيطة بالفرد. ولذلك، يتم اعتماد أساليب المكافآت المختلفة، وبعض آليات الردع إذا اقتضت الضرورة القصوى (مثل خسارة بعض نقاط المكافآت المكتسبة)، في سبيل تعزيز وزيادة السلوكيات المناسبة وتقليل السلوكيات غير المرغوبة. ومن بعض السلوكيات التي يهدف هذا البرنامج إلى تعزيزها وزيادتها مهارات التقليد، ومهارات اللعب، والمهارات الاجتماعية، ومهارات التواصل، ومهارات الرعاية الذاتية. ومن تلك السلوكيات التي يهدف البرنامج إلى تقليلها نوبات الغضب، والحركات الذاتية اللاشعورية.
وفي تحليل السلوك التطبيقي تتم متابعة السلوكيات المطلوب تعزيزها وتلك المطلوب تقليلها من خلال نظام الملاحظة والتسجيل. وبعد ذلك، واعتمادا على نظام الملاحظة والتسجيل، يتم تطبيق متطلبات تحليل السلوك التطبيقي حيث تتم دراسة فعالية النتائج من خلال نفس النظام كذلك. الأطفال الذين تطرأ عليهم علامات الاستجابة الإيجابية لهذه التحليلات يتم تشجيعهم بوسائل مختلفة على تطبيق السلوكيات الصحيحة في بيئات مختلفة لكي يتمكنوا من تعزيز مهاراتهم وضمان استدامتها.
وفي تحليل السلوك التطبيقي يتم التركيز على تقليل السلوكيات غير المرغوبة من خلال برامج خاصة تعتني بالبيئة المحيطة بالأطفال الذين يعانون من مرض التوحد (أوتيزم) حيث يرى الأخصائيون أن مثل تلك السلوكيات غير المرغوبة ليست مرتبطة بشخصية الطفل بقدر ما هي مرتبطة بالبيئة المحيطة به. ولذلك، فعند القيام بتطبيق برامج تقليل السلوكيات غير المرغوبة، تتم أولا ملاحظة ودراسة حالة الطفل ووضع البيئة المحيطة به قبل وبعد قيامه بالسلوك غير المرغوب. وبعد ذلك، يتم تحديد أسباب تلك السلوكيات والعمل على إزالتها بشكل يتوازى مع عدم تجاهل تلك السلوكيات إذا تكررت وكذلك تطبيق آليات الردع إذا اقتضت الضرورة القصوى (مثل خسارة بعض نقاط المكافآت المكتسبة) بالإضافة إلى التركيز على اعتماد أساليب المكافآت المتميزة الفاعلة عند سلوك الطفل السلوكيات المطلوبة المناسبة.
 
ويتم تطبيق برنامج تحليل السلوك التطبيقي على النحو التالي:
·        طوال الفترة التي يكون فيها الطفل يقظا
·        استهداف كافة السلوكيات التي يقوم بها الطفل
·        استهداف كافة البيئات التي يعيش فيها أو يتفاعل معها الطفل
·        دراسة وتحليل كافة الأشخاص الذين يعيش أو يتفاعل معهم الطفل
·        تطبيق البرنامج في سن مبكرة وعلى شكل 20-40 ساعة أسبوعيا
 
ويكمن الهدف النهائي من تطبيق هذا برنامج تحليل السلوك التطبيقي في تمكين الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد (أوتيزم) من تحقيق النجاح في البرامج المستقبلية التي تمكنهم من الاندماج مع أقرانهم.
وعند مقارنة برنامج تحليل السلوك التطبيقي مع غيره من البرامج يظهر بشكل واضح أنه تقريبا البرنامج الوحيد الذي أثبت قدرته وفعاليته على المستويات العليمة والتجريبية والعملية. فعلى سبيل المثال، من خلال التجارب التي قام بها "لوفاس" (Lovaas) والتي استغرقت سنتين في تطبيق برنامج تحليل السلوك التطبيقي، أثبت البرنامج أن حوالي 90% من الأطفال أظهروا تحسنات ملحوظة في مجالات الذكاء والتطور الاجتماعي. وبالإضافة إلى ذلك، فقد أظهر حوالي نصف أولئك الأطفال تغلبهم شبه التام على كافة الفروقات التي تبعدهم عن أقرانهم من حيث الذكاء والموائمة، علما بأن تلك التحسنات استمرت حتى سن البلوغ لدى أولئك الأطفال. أما الأطفال الذين يشابهون تماما أولئك الذين تمت دراستهم تحت هذا البرنامج إلا أنهم لم يتمكنوا من الالتحاق بالبرنامج فقد أظهرت النتائج شبه انعدام ظهور كافة تلك التحسنات عليهم. ويمكن الرجوع إلى التفاصيل الدقيقة لهذه التجارب في المراجع العلمية التالية:
 
LOVAAS, O. I. (1987). Behavioral treatment and normal educational and intellectual functioning in young autistic children. Journal of Consulting and Clinical Psychology, 55, 3-9.
MMCEACHIN, J. J., SMITH, T. & LOVAAS, O.l. (1993) Long-term outcome forchildren with autism who received early intensive behavioral treatment.American Journal on Mental Retardation, 97 (4), 359-372.

اختيار الاساليب وتقيميها
التعليم والاساليب العلاجية  في مجال التوحد ( الاوتيزم) كثيرة ومتنوعة وفي تطور مستمر وبشكل يومي. وقد اخذت هذه الاساليب العلاجية التعليمية الاكثر انتشارا والمعروفة حيزا في الموقع الالكتروني لمؤسسة سان اسيستانس.
يجب ان تكون هناك نتائج ابحاث علمية تثبت فوائد هذه الاساليب التعليمية العلاجية .ولكن جميع الابحاث العلمية التي اجريت هلى هذه الاساليب لا تظهر بان هذا الاسلوب اتى بثماره او لا. هنالك خاصيتين يجب ان تتوفر في الابحاث العلمية لكي تشير في نتائجها الى مدى تاثر او فعالية اسلوب معين:
1.    يجب ان يكون البحث تجريبي*.
2.    ان يكون البحث منشور كمقالة في مجلات علمية رصينة*.
التعليم والاساليب العلاجية التي  تم تقديمها في الموقع الالكتروني لمؤسسة سان اسيستانس حيث تم تقييمها واستنادا الى الخصائص المذكورته اعلاه على النحو التالي :
جيد : هنالك عدد كبير من الابحاث العلمية التجريبية التي تشير الى ان هذه الطريقة ايجابية حين طبقت على الاطفال الذين يعانون من التوحد.
متوسط : هنالك عدد محدود من الابحاث العلمية التجريبية التي تشير الى ان هذه الطريقة ايجابية حين طبقت على الاطفال الذين يعانون من التوحد.
ضعيف : ليست هنالك ابحاث علمية تجريبية التي تشير الى ان هذه الطريقة ايجابية حين طبقت على الاطفال الذين يعانون من التوحد ، او ان الابحاث العلمية التجريبية التي اجريت على الاطفال الذين يعانون من التوحد لم تظهر الاثار الايجابية للطريقة.
*الابحاث العلمية : وهي البحوث التي تسمح باقامة علاقة بين السبب والنتيجية ، والتي تجرى من خلال اتباع اساليب ومناهج علمية.
*مجلات علمية رصينة : هي مجلات علمية ولغرض نشر اي مقالة يجب عرضها على لجنة التحكيم.

logo

العنوان

للحجز والاستفسار يرجى التواصل عبر :
 
باللغة العربية :
نشوان دولت
  رقم الهاتف  00905494285857
الايميل
neshwan@senassistance.com
 
باللغة الانكليزية :
فاتوش بيرم
رقم الهاتف  00905494285856
الايميل


fatosb@senassistance.com

المشاركات الأخيرة

    اتصال

    اسم

    البريد الإلكتروني

    رسالة